مواقفنا السياسية, خطنا السياسي

الجبهة المتحدة لقوى اليسار أو هزيمة الثورة


على نحو فاجئ بحيويته وتطوره الجميع تحول يوم للاحتجاج على قمع الأجهزة الأمنية إلى انتفاضة فتحت مجرى ثورة تولدت من رحم عملية تاريخية معقدة القمع الوحشي للمظاهرات الاحتجاجية أثار غضبا شعبيا واسعا سقوط قتلى وجرحى من جراء الهجمات البوليسية اشعل وقود الغضب الشعبي وامتدت السنة اللهب تحيط بمؤسسات وأجهزة النظام في اغلب مدن وقرى وأحياء مصر صبت الجماهير الغاضبة مخزون غضبها على أجهزة قمع الدولة وبعض مؤسسات النظام وتمحورت حول هدف مركزي هو إسقاط الرئيس مبارك – الديكتاتور الوحشي – كهدف لها.

التشكيلة الاجتماعية للقوى التي شاركت في الثورة ضمت أطياف طبقية عديدة، من بينها برجوازية كبيرة ومتوسطة وأحزاب إصلاحية وتيارات اشتراكية وعمال وفقراء مدن وفقراء ريف ونخب برجوازية صغيرة ومتنوعة . انفراد الديكتاتور وعائلته وأعضاء حزبه بالسلطة والامتيازات وفساد نظامه كان ضاغطاً على باقي أقسام وأجنحة الطبقة المسيطرة مما جعلهم راغبون في إسقاطه، القوى السياسية التي حاصرتها تشريعات وامن النظام ومنعها من منافسته على الحكم بوسائل عديدة فضلاً عن شل حركتها والتضييق على نشاطها وضعها جميعاً في معارضته بقدر أو بآخر. أما عن العمال والفئات الفقيرة فقد عرضهم بسياساته لإفقار شديد ونزع عنهم الحد الأدنى من ضمانات العمل والسكن فزادت معدلات البطالة والتشرد والعنوسة فضلاً عن خصخصة لمرافق التعليم والصحة والكهرباء والاتصالات والمواصلات مما جعل حياة الفقراء والعمال والموظفين الصغار جحيماً لا يطاق.

في مجرى الانتفاضة الثورية التي اندلعت في يناير والتي جذبت القوى السياسية تباعاً – حتى الانتهازية و المترددة منها – إلى النزول والمشاركة، لعب العمال وفقراء الأحياء الشعبية الدور الحاسم في هزيمة دولة مبارك وقوات قمعه، الموجة الإضرابية التي شلت اغلب المرافق والشركات والبنوك والمواصلات من جهة والهجوم البطولي على مراكز الشرطة وقوات القمع في 28 يناير من جهة جعل سقوط النظام محتماً ومجرد مسألة وقت، وعلى خلفية هذا الاحتشاد الثوري المناضل والمصمم كان الخلاص من مبارك طوق إنقاذ النظام الذي صار استمراره على المحك هكذا وفي غضون أيام اجبر مبارك على التنحي بواسطة جنرالاته الذين أدركوا حجم الكارثة التي تهدد الطبقة الحاكمة بوجود مبارك في الحكم ولو لشهور قليلة باقية من فترة رئاسته هكذا أزاح العسكريون الواقعون تحت ضغط الحشود الجماهيرية حكم مبارك.

انتقال السلطة:

في خطاب التنحي نقل الديكتاتور جميع سلطاته إلى العسكريين ممثلين في المجلس العسكري هؤلاء – أصحاب المراكز وجزء من قمة الطبقة الرأسمالية وأكثر المستفيدين من الفساد – كانوا الأحرص على بقاء النظام بعد مبارك.

حرص العسكريون على الظهور بمظهر حماة الثورة بعد أن لعبوا دور المحايد بين مبارك والجماهير هذا الانتقال السلس الذي مر على جثة الدستور وبالمخالفة له لم يكن له ما يعوقه، لم تكن قوى الثورة منظمة أو مستعدة للاستيلاء على السلطة بواسطة لجانها أو أحزابها لم يبرز تنظيم تصل به الجماهير إلى الحكم والجماهير نفسها لم تكن بالتنظيم الكافي أو وعي يجعلها تطرح بديلها وتفرضه ثورياً هكذا جاء نقل السلطة للمجلس العسكري حل وسط مقبول هللت له الجماهير بوصفه انتصار لإرادتها في إسقاط مبارك وبداية لمرحلة جديدة بتتويج نقل السلطة للمجلس العسكري للمرحلة الأولى من الثورة في منتصف فبراير.

ديموقراطية شعبية وسلطة عسكرية:

تدافعت الجماهير الممتلئة بالأمل في تغيير شروط حياتها وبنشوة الانتصار برحيل الديكتاتور في تقديم مطالب تشمل السكن وشروط العمل وانتفضت مواقع العمل والمدن والحياء ضد الإدارات القديمة التي كانت مهيمنة في حكم مبارك، شن العسكريون والنخب البرجوازية المذعورة من استيقاظ الجماهير ومطالبها حملة دعاية ضد ما أسموه (المطالب الفئوية) التي تعني بالدرجة الأولى مطالب العمال وصغار الموظفين وحيث كان الاحتجاج قوياً تحققت استجابة جزئية وفي أحوال أخرى تم تغيير القيادات القديمة في أثناء ذلك بدأت عسكرة ناعمة ومتدرجة للدولة والمرافق مستغلة نفور الجماهير من القيادات السابقة.

انطلقت مظاهرات الاحتجاج والمطالب في اغلب أنحاء مصر لكنها ظلت جزئية ومجزئة سواء في الأهداف أو الحركة، حملت النخب راية المطالب السياسية وحيث لا موقع محدد لأغلبها فقد تركزت في اعتصامات ومظاهرات التحرير.

وعلى صعيد موازي انطلقت حركة تنظيم للقوى السياسية والشعبية تشكلت أحزاب وحركات وائتلافات ونقابات مستقلة بوتيرة سريعة. كانت مسام المجتمع تتفتح والجماهير تتنفس حرية دفعت ثمنها دماً عبدت الدماء طريقا لمناخ ديمقراطي غير مسبوق كان دعامته الجماهير في الشوارع والمصانع، والتحفز للانقضاض على من يقترب من هذا الكرنفال الشعبي الحر ولو بذلت مزيداً من الدماء .

إلا أن العسكريون كشفوا سريعاً عن وجههم القبيح بدأ متدرجاً ومحدوداً ثم سافراً في منعطف دموي ظهر في القمع المسلح لاعتصام مارس وتحول إلى سياسة ثابتة استخدم فيها إطلاق الذخيرة الحية والقنابل المتنوعة وصولاً إلى استخدام أسلحة محرمة دولياً على المتظاهرين.

خطة العسكريون في احتواء تصاعد الثورة ومحاولة تصفيتها تمثلت في المظاهر الآتية:

1. استجابات جزئية للمطالب في بعض الأحوال، وعود كثيرة بحلول في مستقبل غير محدد.

2. التوسع في عسكرة المؤسسات في والمرافق.

3. تحاشي الاصطدام بالجماهير أو استفزازها في أحوال الحشود الضخمة خاصة احتشادات أيام الجمع.

4. ترك الاعتصامات فترة من الوقت دون تعرض، التحريض الإعلامي ضدها تمهيداً لضربها دون إثاره تعاطف جماهيري معها و أخيرا قمع الاعتصامات بعد أن تكون أنهكت وقل عدد المشاركين.

5. استخدام مناورات وتغييرات شكلية لامتصاص ردود الفعل الغاضبة .

6. محاولة إثاره صراعات جانبية، قبلية أو طائفية لإغراق الجماهير في قضايا وصراعات خارج المجرى الثوري وتشويهه.

7. عقد صفقات مع قوى سياسية – كالإخوان و السلفيين – بهدف احتوائهم وعزلهم واستخدامهم . بجانب محاولة احتواء بعض الائتلافات الجديدة وضع ممثلين للثورة من أشخاص تافهين يسهل التلاعب بهم و تدجينهم .

8. التلاعب بالدستور بلا ضابط بهدف خلق صراعات دائمة بين التيارات والقوى.

9. إصدار قوانين مضادة لحرية الإضرابات مع استعادة العمل بقانون الطوارئ والتلويح بالتهديد لقوى الثورة.

10. اعتماد سياسة النفس الطويل في تنفيذ مخطط التصفية بالتدريج معتمداً على الانهاك، التعبئة المضادة للرأي العام وخلق شعور بأن استمرار الثورة سيصعب أحوال الجماهير ويصنع المزيد من الأزمات.

11. إعادة تسليح قوات الداخلية ومدهم بالذخائر و الجنود – 50000 – مدربون وأدوات وأسلحة ومركبات مدرعة وذلك بجانب استخدام قوات عسكرية من الجيش في العمليات المشتركة للقمع وبوجه خاص الشرطة العسكرية.

12. استمرار سياسة القبض والاعتقال وتلفيق التهم والإحالة إلى المحاكمات العسكرية.

13. العقاب الاقتصادي للجماهير من رفع للأسعار وافتعال الأزمات الاقتصادية خاصة في السلع الحيوية.

دينامية الثورة وأسباب ضعفها:

انطلقت الثورة على خلفية فترة كبيرة من القمع والكبت والإفقار، ومخزون غضب الجماهير وخوفها من ان تعود إلى نفس حالة التهميش صار أرضاً صلبة لدينامية ثورية استمرت مكن يناير إلى ديسمبر بلا توقف، وجود العسكريين على رأس النظام وتحالفهم مع الإسلاميين المتشددين مثل الرعب للقوى الليبرالية ومثقفو الطبقة الوسطى وباقي أطياف اليسار والقوى الديمقراطية والحكات الجديدة ومن ثم أبدى الليبراليون والعناصر الديموقراطية قدر اكبر من الحيوية الدفاعية خوفاً من ان يهيمن العسكر والإسلاميين، بينما قاتل شباب من البرجوازية الصغيرة والأحياء الشعبية مدفوعين بمثل ثورية غامضة وبظروف حياتهم التي يرغبون في تغييرها.

المدن الساحلية والحدودية كان لديها دوافعها الخاصة التي صنعها شروط الاتفاق مع العدو الإسرائيلي وجشع الرأسمالية المصرية وتجاهلها لهؤلاء الفقراء في المدن الحدودية.

في مختلف المدن والأحياء وجدت مطالب ملحة ووعود كاذبة وأمل للتغيير يدفع باحتجاجات عديدة.

هذا المناخ النفسي الاجتماعي وفر للعملية الثورية دينامية هائلة، أمدها بقوى جديدة لا يتوقف تدفقها إلى ساحات النضال ومن ثم كان ممكناً بعث هذه الحشود الهائلة عندما تواجه العملية الثورية خطراً يهدد استمرارها، خاصة في مواجهة المحاولات القمعية العنيفة التي تسفر عن سقوط شهداء جدد.

إلا أن هذه الدينامية الثورية على حيويتها وقوتها كانت ولا تزال تعاني من أسباب ضعف قد تؤدي إذا استمرت لانهاك متزايد للجماهير وتسرب مخزون الأمل وانتشار الرغبة في الاستقرار على أرضية إحباطات عديدة ومتوالية فرغم حيوية الثورة إلا أن الحشود الجماهيرية التي عبأتها الثورة في الأيام الأخيرة السابقة على التنحي لم يكن ممكن استعادتها مرة أخرى بعد فبراير شهدت العملية الثورة موجات تقطع في المسار بين صعود وهبوط متتالية، النقابات المستقلة التي ولدت بالمئات بلا خبرة كفاحية سابقة، ولدت يحفزها مطالب متواضعة ولا تملك القدر الكافي من الثقة بنفسها لبدء نضال حول حتى للنضال حول هذه المطالب. ولم تضف لمشهد الصراع الثوري الدائر سوى تنظيمات – نقابية – جنينية وغير مقاتلة ولم يكن حال القطاعات العمالية الأخرى افضل.

مثلت الميادين في السويس والقاهرة والإسكندرية مؤشراً على حالة الثورة صعوداً وهبوطاً ومن ثم أغرت في حالات الانحسار المجلس العسكري بقمعها بالعنف والمحاكمات العسكرية.

حشود جماهيرية واسعة تمثل أطياف اجتماعية عديدة وبمطالب غائمة وأحيانا ساذجة من القصاص من قتلة الثوار إلى تسليم السلطة للمدنين وحسب اندفاعات عفوية لا تخلو في جانب منها من مؤامرات أجهزة المخابرات والتحريات العسكرية لجر الثوار القابعين منهكين في الميادين إلى مذابح مؤكدة . الدفع ببلطجية ولصوص بين المعتصمين لاستخدامهم وقت الحاجة، غياب واسع للقوى السياسية المنظمة عن المشاركة في الاعتصامات والتواجد بين جموع المعتصمين وتنظيم حركتهم باستثناء المشاركة شبه الكرنفالية في مظاهرات أيام الجمع أو بعض الاعتصامات الواسعة. هذا الواقع ترك الجماهير المصممة عرضة لمؤامرات وقمع واندفاعات غير محسوبة مع غياب فادح لعنصري الوعي والتنظيم، تحركهم مشاعر ثورية غاضبة دون وعي ثوري و يقودهم عناصر مبهمة ما بين ثوار عفويين وآخريين مجهولي المشارب والأهداف.

أزمة غياب التنظيم الثوري:

لأسباب عديدة لا محل لنقاشها هنا عانت الحركة العمالية والشعبية في مصر من عدم وجود حزب ثوري متجذر بين صفوفها وقادر على توحيد أهدافها وجهودها المبعثرة وتنظيم جهودها وحفز مبادرتها واستعدادها لتكون قادرة على الهجوم وتحدي الرأسمالية وفرض بدائل ثورية . وبالمقابل لم يستطيع اليسار المصري بناء هذا الحزب واستخدامه في الظروف الثورية. وبغض النظر عن انقسامات اليسار المصري إلا أن أياً من منظماته لم تكن على درجة من النمو والقوة أو الانغراس الجماهيري بما يمكنه من التأثير في مسار الأحداث ودفعها يساراً في أحوال كثيرة ظهرت دعوة إلى توحيد فصائل اليسار المصري سواء في جبهة عمل واسعة أو في حزب واحد كبير، إلا أن هذه الدعوة – منذ منتصف السبعينات على الأقل – لم تحقق نتيجة ومن ثم ظل اليسار على ضعفه وعزلة منظماته وأزماته الناتجة عن العزلة والصغر المتناهي في عضوية منظماته. هكذا وجد اليسار المصري نفسه في ظرف ثورة جماهيرية كبيرة غير قادر على التأثير في اتجاهها وغير قادر على أن يكون قطباً قائداً لها.

في الشروط الثورية تندفع الجماهير الفقيرة بالمواد واسعة للميل يساراًَ في حركتها ومطالبها، إلا أن استثمار هذا الميل مشروط بوجود تنظيم ثوري قادر على التفاعل معه والتأثير فيه وهو ما يعطي عضوية واسعة في زمن محدود مكون من جماهير مستعدة ومصممة تدفع بالتنظيم إلى الأمام في صدارة الحركة الثورية، أثبتت الأحداث عدم وجود هذا التنظيم حتى الآن وعجز المنظمات أو الأحزاب اليسارية عن ان تكون ذات تمثيل حقيقي للجماهير القاعدية تدفع الثورة ثمن هذا الغياب مزيد من التخبط والمغامرات العفوية والشهداء، نجاح أو هزيمة الثورة الآن على المحك فلن تستطيع الجماهير الانتصار عبر اندفاعات عفوية ونضالات مجزئة، وإذا ما نجح العسكريون في فرض هيمنتهم وهزيمة الثورة سندفع الثمن سجون ودماء وأول ضحاياها القوى المنظمة الأكثر راديكالية في طرحها ومواقفها وسيتم ذلك تحت اسم القضاء على المخربين ومشعلي الفتن وسيظهروننا بمظهر العملاء والمخربين المأجورين فلن يتمكن العسكريون من فرض الاستقرار والهيمنة الأعلى جثث الأجنحة الراديكالية في الثورة.

إننا ومن منطلق استشعار المسئولية والخطر المحيط بنا وبالجماهير إن لم نتمكن من تقديم التنظيم القادر على تعبئة نضالات الجماهير والسير معها نحو النصر، وكذلك من منطلق إدراكنا أن منظمات وأحزاب اليسار في حالتها الراهنة اكثر تواضعاً من أن تجابه مهام هذه اللحظة التاريخية الحاسمة في مسار نضال الجماهير وثورتها، نتقدم بتصميم شديد وأمل إلى قوى ومنظمات وأفراد اليسار المصري، بجميع اتجاهاته وأجنحته، بهذه المبادرة الى تشكيل جبهة يسارية اشتراكية موحدة، ذات قيادة موحدة، تضم في طياتها القوى اليسارية أفراد ومنظمات وأحزاب، ذات برنامج عمل ومهمات وأهداف على رأسها تنظيم وحشد الجماهير في اتجاه انتصار الثورة.

هذه الجبهة الاشتراكية الموحدة يفرضها على القوى الاشتراكية أسباب ذاتية وموضوعية فنحن جميعاً بحالتنا الراهن اقل واضعف من متطلبات اللحظة الثورية من قدرة تنظيمية وانغراس جماهيري وتأثير في مجرى الأحداث.

الجبهة الموحدة التي تتشابك فيها مئات الأيدي او الآلاف ستعطي اليسار والثورة قدرة اكبر من الفعل والتأثير والتنظيم لحركة الجماهير وطرح شعارات ومطالب ملائمة أن الكل في تفاعله اكبر دائماً من مجموع أجزاءه، التقوقع والعصبوية والرغبة في التميز في لحظة كتلك سيكون بمثابة جريمة لن يغفرها لنا التاريخ وترفاً لا تتحمله الظروف الجارية.

فليحتفظ كل تنظيم بذاتيته فلسنا بصدد دعوة معقدة وصعبة التنفيذ إلى حزب اشتراكي موحد الآن، ولكن على كل تنظيم اشتراكي أو حزب أو حتى حلقة أن تلقي بكل قدرتها وإمكانياتها في الجبهة الاشتراكية الموحدة التي هي في الظروف الحالية شرط حياة أو موت اليسار والثورة العمل الموحد أو الموت على حدة هو الشعار الذي يطرحه واقع اللحظة الثورية وتعقيداته الجارية علينا جميعاً.

إن الأحداث التي تمر بالثورة يومياً تمثل فارقاً في الاتجاه نحو النصر أو الهزيمة، انهاك القطاعات المناضلة وتزايد المؤامرات وحملات الدعاية المعادية وشعور الجماهير بالإحباط أو الميل للتسليم بالأمر الواقع والرغبة في إنهاء الصراعات المنهكة، كل ذلك يمثل انعطافات حرجة في مسار الثورة، كل تأخر في الصعود إلى مستوى اللحظة وتحدياتها يضاعف من الأخطار التي تتهدد الثورة بما في ذلك تغيير الموازين والمزاج الجماهيري ضدها ومن ثم فالجبهة التي ندعو لها هي مهمة يجب إنجازها امس قبل اليوم وقد يفوت فرص نجاحها إن أجلناها لأي سبب إلى الغد. نحن في سباق مع مؤامرات الثورة المضادة وفي سباق مع من يصل إلى الجماهير أولاً، نحن أم الشعور بالإحباط و اليأس، تلك الجبهة يتعين أن تكون:

1. جبهة عمل موحد وليس تحالف تنسيق مواقف.

2. تضم كل صفوف اليسار واتجاهاته ونشطائه غير المنظمين.

3. تنفذ برنامج عمل يتفق على خطوطه العريضة واعتبارها مبادئ برنامجية.

4. تشكل قيادة موحدة لها كامل الصلاحيات في قيادة وتكليف كل أطراف الجبهة يتم اختيارها من المنظمات والنشطاء.

5. يمكن أن تتشكل بمبادرة من بعض القوى المستعدة فوراً على أن تتسع لانضمام اخرين لها.

6. يجوز أن تكون المبادرة من أي أطراف سواء جماعات الشباب يساري واشتراكي على أن يراعوا عدم الانغلاق على مبادرتهم و النظر إليها بإعتبارها جزء من مبادرة شرط نجاحها هو أن تتسع لتضم كل قوى ونشطاء اليسار الاشتراكي.

7. تعطي متطلبات تنفيذ مهام الجبهة الاشتراكية الموحدة الأولوية في العمل وحشد القدرات والإمكانيات على المهام الذاتية ولها قوة إلزام القيادة التنظيمية وصلاحياتها، وتصدر البيانات والأوراق الدعائية باسمها مع احتفاظ التنظيمات بحق إصدار ادبياتها الخاصة.

تعد هذه المبادرة بمثابة صرخة أمل تدعو لإنقاذ الثورة وإنقاذنا جميعاً من المخاطر الوشيكة، ولا نقطع الطريق على الاتفاق على المبادئ والمهام بطرح مبادئ سياسية للعمل تاركين ذلك للمبادرين والمنضمين يضعونه بأنفسهم ونشارك معهم ونضع ما لدينا من قدرات تحت تصرف المبادرة وما تسفر عنه.

الرفاق والرفيقات … منظمين أو غير منظمين، قاعديين أو قادة الدعوة موجهة لكم جميعاً بلا تمييز للتمسك بالأمل وتنفيذه للانتصار للثورة ومسيرة الشهداء، لحماية مسار الثورة من المؤامرات أو المغامرات العفوية التي يدفع الجماهير ثمناً فادحاً لها للعمل على دفع اتجاه الثورة يساراً، للتواجد المنظم و الفعال في المعارك الجارية، لشن دعاية ثورية واسعة ومؤثرة في الأحياء والميادين ومواقع العمل لرفع راية ثورية قوية داخل المشهد الثوري، هذا أو سندفع جميعاً نخب ثورية وجماهير ثمناً مرعباً بسبب التردد أو التقصير أو انعدام المبادرة، هذا أو الكارثة المحققة.

عاش نضال اليسار المصري

عاشت الثورة الجماهيرية

معاً من اجل جبهة اشتراكية موحدة

اليسار الثوري

مناقشة

3 آراء حول “الجبهة المتحدة لقوى اليسار أو هزيمة الثورة

  1. دعونا جميعا لبناء تحالف يساري واسع قبل الثورة و بعد الثورة . و ربما تكون الثورة شددت الروح الحلقية و الانعزالية بين اليسار علي اساس ان هناك فرصة ما لاي منظمة واحدة أن تكسب بشكل مستقل!! أو أن تكون “الحزب الثوري” الخ الخزعبلات التي فقدت صلتها بالواقع و عاشت علي اصوات أغاني الثورة. لكن بعيدا عن هذا هنا السؤال ما الذي يمكن أن تقدمه جبهة من الزاوية العملية و لا يقدمه الوضع القائم؟ الجواب ليس كثيرا في الارض يعمل المناضلين سويا بصرف النظر و الكلامنجية يتكلمون بصرف النظر أيضا. أن مهمة توحيد اليسار لا تنفصل عن مهمة بناء هدف لليسار كلاهما مفتقد و كلاهما مطلوب. اذا كيف يمكن تحقيق المهمتين المتكاملتين التي تشترط كل منهما الاخري؟ برنامح يساري و جبهة يسارية. الجواب هو جريدة يسارية عامة لكل القوي اليسارية. و هذه الجريدة تقوم علي بلورة موقف يساري من الاحداث و من التطورات اليومية و كذلك بناء تكتيك أوسع . هذه الجريدة التوحيدية هي المهمة الرئيسية و من الممكن أن يبادر أى فصيل ببنائها شرط أن تجمع في صفوفها كل قوي اليسار

    إعجاب

    Posted by حسن خليل | ديسمبر 27, 2011, 7:29 م
  2. هذه مقالة كتبت طويلا قبل الثورة و تتناول قضية الجبهة اليسارية http://egyptleft.blogspot.com/2009/09/blog-post.html

    إعجاب

    Posted by حسن خليل | ديسمبر 27, 2011, 7:34 م

أضف تعليق

حمل العدد الأخير من نشرة الثوري

آخر اصداراتنا

أنت الزائر رقم

  • 94٬011